كلام الجنة

كلام الجنة

 

لما خلق الله تعالى الجنة قال لها تكلمى فقالت قد أفلح المؤمنون ، وكل يوم تطلب الجنة أهلها كل يوم من الله وهى مشتاقة اليهم ، وهى تدعو الله ان يدخلها من يسأل الله ثلاثا أن يدخله الجنة .

6/1- قولها " قد أفلح المؤمنون "

عن أبن عباس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمى فقالت : قد أفلح المؤمنون ) وعن أبى سعيد الخدرى قال : ( قال : خلقَ الله تبارك وتعالى الجنةَ لبنةَ من ذهب ولبنةَ من فضةَ ، وملاطها المسكُ وقال لها : " تكلمى " فقالت : قد أفلح المؤمنون ، فقالت الملائكة : طوبى لك منزل الملوك ) صحيح أخرجه الطبرانى والبزار كما فى الترغيب والترهيب والهيثمى فى مجمع الزوائد وابن كثير فى تفسيره

ومعنى قد أفلح المؤمنون أى فاز وسعد المؤمنون وبنفس المعنى قال قتادة ( لما خلق الله الجنة قال لها تكلمى فقالت : " طوبى للمتقين " ) ومعناها : فرح وقرة عين للمتقين .

6/2- شوقها لأهلها وطلبها لهم

تطلب الجنة أهلها كل يوم من الله وهى مشتاقة اليهم ففى الحديث الشريف قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:       ( ما من يوم إلا والجنة والنار يسألان : تقول الجنة : يارب قد طابت ثمارى واطردت انهارى واشتقت الى أوليائى فعجل إلى بأهلى )

وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اشتاقت الجنة الى ثلاث : علّى وعمار وبلال ) أخرجه الترمذى والحاكم  وصححه ووافقه الذهبى . وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى حديث آخر : ( إن الجنة لتشتاق الى ثلاثه : علّى وعمار وسلمان ) رواه الترمذى والحاكم عن أنس وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع .

6/3- محاورة الجنة مع النار

فى الصحيحين من حديث أبى هريرة قال : قال رسول الله  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تحاجت الجنة    والنار فقالت النار : أوثرتُ بالمتكبرون والمتجبرين ،  وقالت الجنة : ما لى لا  يدخلنى إلا  ضعفاء الناس وسقطهم، قال الله تبارك وتعالى للجنة : " أنت رحمتى أرحم بك من أشاء من عبادى " ، وقال للنار : " إنما  أنت عذابى أعذب بك من أشاء من عبدى ، ولكل واحدة منهما ملؤها ) صحيح أخرجه البخاري  وأحمد

6/4- دعاء الجنة لمن يسأل الله دخولها

عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( ما من مسلم يسأل الله الجنة ثلاثاً إلا قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ، ومن استجار من النار بالله ثلاثاً قالت النار اللهم اجره من النار ) رواه الترمذى والنسائى وابن ماجه

درجات الجنة

درجات الجنة

اهل الجنة في الجنة على درجات ؛ وعد الله تعالى الطائعين بمنازل فى الجنة فمنهم من يبلغ أعلى الجنة ، ومنهم من هو في وسط الجنة ، ومنهم من هو في ربض الجنة، وما ذلك التفاضل بين أهل الجنة فى المنازل والدرجات الا بسبب تفاضلهم فى أعمال الطاعات فى الدنيا قال تعالى : ﴿ انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ ﴾ الاسراء : 21 وقال تعالى : ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ الانعام : 132

5/1- درجات الجنة مائة درجة

ثبت بالحديث الشريف أن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض وهذا يدل على أن الجنة فى غاية العلو والارتفاع قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ    ( الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ) صحيح البخاري في الجهاد، وفى رواية أخرى للحديث  عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قال : ( إن فى الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ) رواه البخاري فى الجهاد والترمذى فى السنن .  وهذه الرواية الثانية دعت بعض العلماء إلى القول بأن هذا لا ينفى أن تكون درجات الجنة أكثر من مائة درجة وتلك المائة ينالها بعض المؤمنين بالجهاد .قال الله تعالى: ﴿ الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون . يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا أن الله عنده أجر عظيم ﴾ التوبة : 20-21

5/2- المسافة بين كل درجتين فى الجنة

تعددت صفة المسافة بين كل درجتين فى الجنة فوصفت أنها كما بين السماء والأرض كما وصفت فى حديث آخر بأنها تعدل مسافة مسيرة مائة عام  ففى حديث أبى هريرة  رضى الله عنه عنه أن رسول الله  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  قال  : ( فى الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام ) رواه الترمذى وقال حديث حسن غريب ، والطبرانى فى الاوسط إلا أنه قال ( ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام ) 

5/3- الوسيلة أعلى درجات الجنة

أعلى درجة من درجات الجنة هى درجة " الوسيلة " وهى درجة ليس فوقها درجة ولفظ الوسيلة مشتق من " وسل" و " توسل " أى تقرب يقال " وسل إليه" أى " تقرب إليه " . قال النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : ( الوسيلة درجة عند الله عز وجل ليس فوقها درجة فسلوا الله لى الوسيلة )
وروى مسلم فى صحيحه من حديث عمرو بن العاص رضى الله عنه أنه سمع النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا على فأنه من صلى على صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لى الوسيلة فأنها منزلة فى الجنة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لى الوسيلة حلت عليه شفاعتى ) رواه مسلم

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق عبودية لربه وأعلمهم به وأشدهم له خشية وأعظمهم له محبة ، كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله وهى أعلا درجة فى الجنة وأمر النبى صلى الله عليه وسلم أمته أن يسألوها له لينالوا بهذا الدعاء زلفى من الله وقربا وزيادة فى الإيمان .

5/4- درجة المؤمن فى الجنة حسب أعماله

أهل الجنة فى منازل الجنة حسب أعمالهم الصالحة فهى التى تحدد منزلة المؤمن فى الجنة فالدرجات بالأعمال يدل على ذلك حديث النبى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ) رواه الترمذى

5/5- ارتقاء درجات الجنة 

ارتقاء باستغفار الولد يرفع الله سبحانه وتعالى العبد فى درجات الجنة وذلك بسبب استغفار ولده له ففى حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  ( إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح فى الجنة فيقول : يا رب أنى لى هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك ) أخرجه أحمد فى مسنده والهيثمى فى مجمع الزوائد . الارتقاء بصلاح الوالدين يرفع الله سبحانه وتعالى ذرية المؤمن إليه فى درجته إذا كانوا أقل منه فى درجات الجنة لتقر عينه بهم عن بن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه فى درجته وإن كانوا دونه فى العمل لتقر به عينه ثم قرأ ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شىء كل أمرى بما كسب رهين  ) الطور : 21 . قال ابن عباس : ( إن الله ليرفع ذرية المؤمن فى درجته وإن كانوا دونه فى العمل لتقر به عينه ) .وفى الحديث عن أبن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك أو عملك فيقول : يا رب قد عملت لى ولهم فيؤمر بالالحاق بهم ثم تلا بن عباس قوله تعالى ( والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بإيمان ..الىآخر الآية )وقال الكلبى عن ابن عباس رضى الله عنه: ( إن كان الآباء ارفع درجة من الأبناء رفع الله الأبناء إلى الآباء وإن كان الأبناء ارفع درجة من الآباء رفع الله الآباء إلى الأبناء )

الارتقاء بقراءة القرآن الكريم ففى المسند عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (  يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة أقرأ واصعد ، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه  )

الارتقاء بذكر الله قال فقراء المهاجرين: يا رسول الله  ذهب أهل الدثور بالأجور بالدرجات العلى والنعيم المقيم ، قال : ( وما ذاك ؟ ) قالوا : يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق ، قال : ( أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثون ) قال: فرجعوا فقالوا : سمع إخواننا  أهل الأموال ما فعلنا ففعلوا مثله ، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) أخرجه البخارى فى الأذان  ومسلم فى المساجد  والدارمى فى السنن  وأحمد فى مسنده 

5/6- أدنى أهل الجنة وأعلاهم منزلة

عن المغيرة بن شعبة رضى الله عنه عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه قال : ( إن موسى عليه السلام سأل ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة فقال رجل يجىء بعدما دخل أهل الجنة الجنة فيقال له أدخل الجنة فيقول رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا اخذاتهم فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا ، فيقول رضيت رب ، فيقول له لك ذلك ومثله ومثله ومثله فقال فى الخامسة رضيت رب ، فيقول هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول : رضيت رب ، قال : رب فأعلاهم منزلة ، قال أولئك الذين أردت غرست  كرامتهم  بيدى وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ) رواه مسلم

5/7- أعمال  ترفع الدرجات

عن ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( أتاني ربى الليلة فى أحسن صورة – أحسبه يعنى فى النوم – فقال : يا محمد أتدرى فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال : قلت  لا ، فوضع يده على كتفى حتى وجدت بردها بين ثديى ، أو قال نحرى – فعلمت ما فى السموات وما فى الأرض . ثم قال : يا محمد ، هل تدرى فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال : قلت نعم ، يختصمون فى الكفارات والدرجات قال : وما الكفارات ؟ قال : قلت المكث فى المساجد بعد الصلوات والمشى على الأقدام إلى الجماعات ، وإبلاغ الوضوء فى المكاره  من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير ، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه . وقال : قل يا محمد إذا صليت : اللهم إنى أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات وحب المساكين ، وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضنى إليك غير مفتون ، وقال : والدرجات  بذل الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام ) صحيح رواه المنذرى فى الترغيب والترهيب

الملأ : الجماعة ، ويختصم : يجادل وينازع ، المكارة : جمع مكره وهو كل ما يكره الإنسان ويشق عليه

وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ) قالوا : بى يا رسول الله ، قال : ( إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) رواه مسلم  

الكفارات	الدرجات
المكث فى المساجد بعد الصلوات	بذل الطعام
المشى على الأقدام إلى الجماعات	إفشاء السلام
إبلاغ الوضوء فى المكاره	الصلاة بالليل والناس نيام

5/8- الفردوس ارفع درجات الجنة
قيل أن الفردوس أسم يشمل جميع الجنة لأن الله تعالى مدح فى أول سورة المؤمنون أقواما وصفهم ثم قال : ( أُوْلَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )  المؤمنون : 10-11 ثم أعاد ذكرهم  فى سورة المعارج فقال : ( أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ ) فعلمنا أن الفردوس جنات لا جنة واحدة

5/9- علو هائل للدرجات العلى

إن أهل الدرجات العلى يراهم من كان تحتهم من أهل الجنة مثل النجوم فى السماء مما يدل على علو هائل للدرجات العلى من الجنة ،  قال النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع فى أفق من آفاق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ) رواه الترمذى وأبن ماجه .

مكان الجنة

مكان الجنة

أختلف أهل العلم في مكان الجنة على أقوال لكن معظمها ضعيفة ولا دليل عليها ومذهب أكثر أهل العلم ذهب إلى أن الجنة فوق السماء السابعة سقفها عرش الرحمن 

4/1- الجنة فوق السماء السابعة

الثابت من القرآن والسنة أن الجنة هى فوق السموات السبع عند سدرة المنتهى والأدلة على ذلك كثيرة منها

قال الله تعالى:﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ النجم : 13-15 السدرة هى شجرة النبق التى تنبع من أصلها الانهار وهى يمين العرش وسميت بسدرة المنتهى لأنه ينتهى اليها علم الخلائق وجميع الملائكة ولا يعلم أحد ما وراءها الا الله عز وجل .

فسر كثير من الصحابة والتابعين قول الله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾   الذاريات :22 بأن ما توعدون هى الجنة روى ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد وغير واحد  فيكون عموم الآية دليل على ما استدل به القائلون بأن الجنة في السماء وهو المراد.

ومما يدل على أن الجنة فوق السماء السابعة ما ورد من الأحاديث الصحيحة في الإسراء والعراج من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي الجنة عندما عرج به، والمعراج كما هو معلوم كان إلى السماء قال عبد الله بن مسعود : ( لما أسرى برسول الله أنتهى به الى سدرة المنتهى وهى فى السماء السابعة اليها ينتهى ما يعرج به من الارض فيقبض منها واليها ينتهى ما يهبط به من فوقها فيقبض منها )  ،  وفى الحديث الشريف قال  رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ...ثم صعد بى الى السماء السابعة ورفعت الى سدرة المنتهى فإذا نبقها – أى ثمرها – مثل قلال هجر وإذا اوراقها كآذان الفيلة ....) من حديث الاسراء والمعراج أخرجه الشيخان عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : ( الجنة فوق السماء السابعة ويجعلها الله حيث شاء يوم القيامة وجهنم فى الارض السابعة (

4/2- الجنة سقفها عرش الرحمن

فى صحيح البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن فى الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين فى سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والارض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ) اخرجه البخارى فثبت بهذا الحديث أن الجنة تحت عرش الرحمن .

4/2- الجنة قريبة جدا للمتقين يوم القيامة

عن عبد الله قال : قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : ( للجنة أقرب الى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ) أخرجه البخارى فى الرقاق وأحمد فى مسنده  ، وقال تعالى :﴿ وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ ق : 31 اى أدنيت وقربت من المتقين يوم القيامة .
4/3- الجنة لا زوال لها

الجنة لا زوال لها ولا أنقضاء ولا انتهاء قال الله تعالى : ﴿ إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ﴾ ص : 54 ، وقال تعالى :  ﴿ وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون ﴾  العنكبوت : 64

4/4- الجنة حفت بالمكاره

إن الطريق الى الجنة ليس سهلا مفروشا بالورود بل هو طريق شاق ملىء بالمكاره وهو جمع " مكروه" أى كل ما يشق على الانسان ويكرهه  ، قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ    : ( حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره ) أخرجه البخارى ومسلم ،

سدرة المنتهى

شجر السدر أو النبق أو السويد هى اشجار صحراوية ذات أوراق كثيفة يصل ارتفاعها لعدة أمتار وتنتشر هذه الاشجار فى المناطق الجبلية وضفاف الانهار وموطنها هو جزيرة العرب وبلاد الشام وعرف الانسان هذه الشجرة منذ آلاف السنين وتؤكل ثمار السدر لأنها حلوة المذاق مرتفعة القيمة الغذائية وتعتبر من أنواع الفاكهة المتميزة كما أن لها استخدمات عديدة فى الطب البديل أما أزهار شجرة السدر فإن نحل العسل يرعى عليها ويتغذى على رحيقها وينتج منها عسلا جيد ذا قيمة غذائية عاليه يسمى عسل السدر وهو من أغلى أنواع العسل البرى .ولشجرة السدر منزلة كبيرة فى الاسلام حيث ورد ذكرها فى القرآن الكريم 4 مرات كما كرمها الله عز وجل بأن جعل سدرة المنتهى فى أعلى مراتب الجنة عند عرش الرحمن 

هى شجرة سدر عظيمة تقع فى السماء السابعة بها من الحسن مالا يستطيع بشر أن يصفه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  وسميت سدرة المنتهى لأنتهاء علم كل عالم من الخلق إليها أو لكونها عن يمين العرش لا يتجاوزها أحد من الملائكة وعندها جنة المأوى التى تأوى إليها الملائكة وأرواح الشهداء والمتقين أولياء الله تعالى . وهذه الشجرة جميله جدا جدا، حتى انه صلى الله عليه وسلم قال "فما احد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها". وأوراقها مثل آذان ألفيله في الحجم، وثمارها كالقلال أي الجِرار الكبار ويخرج من ساقها انهار عظيمه لذيذة المذاق

ومن وفرة أوراقها وأغصانها وضخامتها أن الراكب المسرع يسير في ظلها مائة عام ولا يقطعها، ويحوم حولها ويغشاها فَراش من ذهب وأنوار عظيمه تزيدها جمالا فوق جمالها، كذلك هنالك ملائكة يسّبحون الله تعالى عليها

 وسدرة المنتهى تختص بثلاثة أوصاف : الظل المديد، والطعم اللذيذ، والرائحة الزكية. رزقنا الله رؤيتها وأكرمنا بان نأكل من ثمارها ومن ثمار الجنة