
هل الجنة خلقت بالفعل أم لم يخلقها الله تعالى بعد ؟ الاجابة على هذا السؤال بنعم خلق الله الجنة بالفعل مثلما خلق النار فكلاهما مخلوقتان والأدلة على ذلك كثيرة .
الدليل الأول: رؤية رسول الله للجنة ودخوله فيها .
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة ودخلها بالفعل وفى الواقع وذلك يوم عرج به الى السماء السابعة فى يوم الاسراء والمعراج قال الله تعالى : ( ولقد رأه نزلة أخرى .عند سدرة المنتهى . عندها جنة المأوى ) النجم : 13-15
وفى حديث أنس فى قصة الاسراء والمعراج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثم أنطلق بى جبريل حتى أنتهى إلى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدرى ما هى قال ثم دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك )
الدليل الثانى : نظر جبريل الى الجنة عندما خلقها الله تعالى
لما خلق الله تعالى الجنة أرسل جبريل لينظر اليها والى ما أعد لأهل الجنة من نعيم عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال : " انظر اليها ، وإلى ما أعدت لأهلها فيها " قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال : فرجع إليه ، قال : فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال : " ارجع اليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها " قال فرجع إليها فإذا هى حفت بالمكاره ، فرجع إليه فقال : وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد ، قال : " أذهب الى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها " فإذا هى يركب بعضها بعضاً ، فرجع إليه فقال : وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها ، فأمر بها فحفت بالشهوات ، فقال " ارجع اليها " فرجع إليها فقال : وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها .) صحيح – أخرجه الترمذى (ج4 /2560 ) وأبو داود (ج4/ 4744) والنسائى (ج7ص3) والحاكم (ج1ص26،27 )
الدليل الثالث : نظر الله تعالى الى جنة عدن كل ليلة
أن الله تعالى ينظر كل ليلة الى جنة عدن ففى حديث أبى الدرداء قال : قال رسول الله e : ( ينزل الله تعالى فى آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل فينظر الله فى الساعة الأولى منهن فى الكتاب الذى لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ، ثم ينظر فى الساعة الثانية إلى جنة عدن وهى مسكنه الذى يسكن فيه ولا يكون معه فيها أحد الا الانبياء والشهداء والصديقون وفيها ما لم تره عين أحد ولا خطر على قلب بشر .....)
الدليل الرابع : الجدال بين الجنة والنار
اختصمت الجنة والنارأى تجادلتا وتنازعتا ، فقالت الجنة بأن معظم من يدخلها هم ضعفاء الناس ففى حديث أبى سعيد الخدرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أختصمت الجنة والنار ، فقالت الجنة : يا رب ما لها إنما يدخلها ضعفاء الناس وسقطهم ، وقالت النار : يا رب ما لها يدخلها الجبارون والمتكبرون فقال : أنت رحمتى أصيب بك من أشاء ، وأنت عذبى أصيب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها ) رواه البخارى ومسلم
الدليل الخامس : اشتياق الجنة لأوليائها
الجنة مشتاقة لأوليائها وهى تسأل الله تعالى أن يعجل بدخول أهل الجنة فيها ففى الحديث :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من يوم إلا والجنة والنار يسألان : تقول الجنة يا رب قد طاب ثمرى واطردت انهارى واشتقت الى أوليائى فعجل إلى بأهلى ، وتقول النار أشتد حرى وبعُد قعرى وعظم جمرى فعجل على بأهلى )
2- مكان الجنة
الثابت من القرآن والسنة أن الجنة هى فوق السموات السبع عند سدرة المنتهى وسقفها عرش الرحمن والأدلة على ذلك كثيرة منها :
- قال الله تعالى : ( ولقد رآه نزلة أخرى . عند سدرة المنتهى . عندها جنة المأوى ) النجم : 13-15
- قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( ....فإذا سألتم الله فأسألوه الفردوس فإنه اوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة ) صحيح البخارى (7423) وأبن ماجه (4331)
السدرة هى شجرة النبق التى تنبع من أصلها الانهار وهى يمين العرش وسميت بسدرة المنتهى لأنه ينتهى اليها علم الخلائق وجميع الملائكة ولا يعلم أحد ما وراءها الا الله عز وجل ، قال عبد الله بن مسعود : ( لما أسرى برسول الله أنتهى به الى سدرة المنتهى وهى فى السماء السابعة اليها ينتهى ما يعرج به من الارض فيقبض منها واليها ينتهى ما يهبط به من فوقها فيقبض منها ) ، وفى الحديث الشريف قال النبى : ( ...ثم صعد بى الى السماء السابعة ورفعت الى سدرة المنتهى فإذا نبقها – أى ثمرها – مثل قلال هجر وإذا اوراقها كآذان الفيلة ....) من حديث الاسراء والمعراج أخرجه الشيخان - عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : ( الجنة فوق السماء السابعة ويجعلها الله حيث شاء يوم القيامة وجهنم فى الارض السابعة (
3- الجنة قريبة جدا للمتقين
عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( للجنة أقرب الى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك ) أخرجه البخارى فى الرقاق (6488) وأحمد فى مسنده (1/387) قال تعالى : ( وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد ) ق : 31 اى أدنيت وقربت من المتقين يوم القيامة .
4- لماذا خلقت الجنة
حتى لا يستوي الصالح بالطالح، ولا المحسن بالمسيء، ولا المؤمن بالكافر، ولا المظلوم بالظالم، وصدق الله العظيم: ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون )[القلم:35-36]. حتى يعوّض رب العزة سبحانه المحسن عن إحسانه، والمجاهد عن جهاده، والصابر عن صبره، والمحتسب وجه الله عز وجل في كل بلية جرت عليه ، ويعاقب العاصين على ظلمهم قال تعالى : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) [الحشر:20]. فإن موازين السماء لن تختل أبدا قال تعالى : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ) [الأنبياء:47].
5- الجنة لا زوال لها
قال الله تعالى : ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) ص : 54 الجنة لا زوال لها ولا أنقضاء ولا انتهاء وقال تعالى : ( وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون ) العنكبوت : 64
6- حفت الجنة بالمكاره
إن الطريق الى الجنة ليس سهلا مفروشا بالورود بل هو طريق شاق ملىء بالمكاره وهو جمع " مكروه" أى كل ما يشق على الانسان ويكرهه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حجبت النار بالشهوات وحجبت الجنة بالمكاره ) أخرجه البخارى ومسلم ، عن أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال : " انظر اليها ، وإلى ما أعدت لأهلها فيها " قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال : فرجع إليه ، قال : فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال : " ارجع اليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها " قال فرجع إليها فإذا هى حفت بالمكاره ، فرجع إليه فقال : وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد ، قال : " أذهب الى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها " فإذا هى يركب بعضها بعضاً ، فرجع إليه فقال : وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها ، فأمر بها فحفت بالشهوات ، فقال " ارجع اليها " فرجع إليها فقال : وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها . (صحيح – أخرجه الترمذىوأبو داود والنسائى والحاكم
7- بستان من الجنة فى الارض
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة ومنبرى على حوضى ) متفق عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة ومنبرى على حوضى ) متفق عليه